ومن الممتع التعرف على قصص النجاح الشهيرة، مثل قصة نجاح توماس ليبتون الشهيرة؛ لأننا نستمد من مثل هذه الإنجازات الدافع للابتكار والاحترافية والعزيمة القوية والإيمان بقدرات الإنسان، من أجل تحقيق…

أهدافه، وإثبات نفسه، حتى الوصول إلى أعلى المكانة على الإطلاق.

من هو توماس ليبتون؟

  • هو توماس جونستون ليبتون، من أصل اسكتلندي، ولد في العاشر من مايو سنة ألف وثمانمائة وثمانية وأربعين ميلادية، وتوفي في الثاني من أكتوبر سنة ألف وتسعمائة وواحد وثلاثين ميلادية، عن عمر يناهز ثلاثة وثمانون سنة.
  • يعود الفضل إلى توماس ليبتون في إنشاء العلامة التجارية الشهيرة لشاي ليبتون.
  • تلقى تعليمه في مدرسة قريبة جغرافيًا من غلاسكو حتى بلغ الثالثة عشرة من عمره.
  • وقرر لاحقًا أن يعيل والديه ماليًا خلال رحلته التعليمية، فعمل في وظيفة متواضعة كعامل في مطبعة.
  • استقرت العائلة لاحقًا في جلاسكو؛ ومن أجل حياة أكثر استقرارًا، افتتحوا بعد فترة وجيزة مشروعًا تجاريًا صغيرًا لبيع البيض والزبدة.

شخصية توماس جونستون

  • عاش توماس ليبتون في بداية حياته نوعاً من الفقر وعدم الاستقرار، حياة مليئة بالمحاولات المتفانية لتحقيق إنجازات ملحوظة.
  • وتميز بالتواضع والفضائل الأخلاقية السامية، كما تميز بالطموح والإصرار على تحقيق آماله.
  • لقد اتخذ قرارًا بتحمل المسؤولية منذ صغره. ولم يكن مستاءً من وضعه العائلي المتواضع، بل كان مصمماً على تحمل المسؤولية، كما تحملها والداه.

قصة توماس ليبتون

كان لدى توماس شغف كبير بالبحار؛ ما دفعه إلى العمل حمالاً على إحدى السفن المتخصصة في نقل البضائع، مما أتاح له مشاهدة البحر مراراً وتكراراً، نظراً لطبيعة عمله. كما كان على اتصال بالعديد من البحارة من مختلف البلدان، وخاصة أمريكا، وكان يستمع كثيرًا إلى قصصهم المختلفة. وهذا ما أثار في داخله حب السفر إلى الخارج، وبقيت هذه الفكرة راسخة في ذهنه، تتكرر مراراً وتكراراً.

كان الصبي شديد الصبر، حتى أتيحت له فرصة السفر إلى أمريكا، حيث مكث فيها خمس سنوات، ترقى خلالها في وظائف مختلفة، بدءًا من كونه بائعًا في إحدى المزارع، ثم ارتقى قليلاً ليصبح محاسبًا موثوقًا به ، وبعد ذلك تولى وظيفة مساعد في أحد محلات البقالة في نيويورك. حتى عمل مندوباً في بيع البضائع المختلفة، مروراً بالمؤسسات المختلفة.

وبعد أن أمضى توماس خمس سنوات متتالية من التدريب الاحترافي في أمريكا، قرر العودة إلى بلاده. من أجل الاستقرار مع والديه، وتعزيز نشاط متجرهم المتواضع، وبعد عام من الكدح والسعي الدؤوب، تمكن من إنشاء أول محل بقالة فريد من نوعه، مما مكنه من تحقيق المزيد أرباح مالية ضخمة، والتي أخذت مرحلة تطور سريعة، ما دفعه إلى إنشاء المزيد من المتاجر في جميع أنحاء اسكتلندا، والتي توجت جميعها بنجاح منقطع النظير، وتجدر الإشارة إلى أن عدد المتاجر ارتفع ليصل إلى ثلاثمائة متجر متخصص، في بريطانيا وحدها.

وفي عام ألف وثمانمائة وسبعة وثمانين ميلادية، اتجه فكر توماس إلى صناعة الشاي، والتي بدأها بالاستثمار في مصنع للتعبئة في ولاية نبراسكا، والذي تم بيعه فيما بعد إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

العلامة التجارية (ليبتون)

وفي العام التالي، شهد الشاي شعبية وانتشارًا ملحوظًا. مما أدى إلى زيادة الطلب عليه، وبالتفكير الدقيق والمدروس، قرر توماس ليبتون تكريس جهوده ورأس ماله لمثل هذا المشروع، ومن هنا اتخذ خطوة إيجابية في إنشاء مكتب متخصص في تذوق الشاي، واستطاع أن التنافس مع السوق بشكل غير مسبوق. ومن خلال تقديم منتج فريد من نوعه، وبأسعار متواضعة، في متناول الفقراء، حققت نجاحاً غير مسبوق وفتحت لها المجال لتوسيع نشاطها وشعبيتها في الأسواق.

حقق توماس ازدهاراً فعلياً في بيع الشاي، مما حفزه على شراء العديد من حدائق أوراق الشاي لنفسه، ومن ثم أطلق على العلامة التجارية (ليبتون) شهرة كبيرة وشعبية حتى يومنا هذا، وفي ظل هذا النجاح المتتالي، وأصر ليبتون على اتباع نفس الاستراتيجية. في الأسعار المتواضعة المفروضة على بضائعه.

ومع مرور الوقت، سافر ليبتون إلى سريلانكا، من أجل توقيع المزيد من العقود مع مختلف التجار، وتوسع في شراء حدائق أوراق الشاي (حدائق شاي جيمس تايلور) وبدأت عملية شهرة المنتج في جميع أنحاء العالم.

استغلال الظروف للترويج للمنتج

استغل توماس ليبتون شغفه باليخوت الشراعية، وانضم إلى العديد من المسابقات، مما حقق له نجاحاً غير مسبوق، حيث فاز خمس مرات في مسابقات كأس أمريكا لليخوت الشراعية، مما مكنه من الترويج للعلامة التجارية لمنتجات ليبتون، كلما سنحت له الفرصة. ، ومن ثم جعلها ناجحة. تعد علامة ليبتون التجارية الراعي الرسمي للعديد من بطولات كأس العالم لكرة القدم.

النجاح لا يحتاج إلا إلى تفكير بناء ووعي عميق. بذل كل جهد لتحقيق أهدافك المرجوة. لا تتخذ من الفقر ذريعة، ولا تنتظر حتى تأتيك الفرصة. اجتهد واجتهد، واخلق الفرصة لنفسك.

شاهد أيضاً..