ومن أكثر الصفات المذمومة التي تهدد الحياة الزوجية هي صفة البخل بين الزوجين، سواء كانت هذه الصفة غير المرغوب فيها متأصلة في الزوج دون الزوجة، أو العكس، أو في كليهما. ولعل هذه السمة بالذات هي من أكثر السمات التي تعكر صفو طمأنينة الزوجين، وتسبب لهما العديد من الأزمات النفسية؛ مما يؤثر على علاقتهم ببعضهم البعض، وبالتالي على كافة شؤون حياتهم.

ما يدمر الزواج هو البخل

والحقيقة أن البخل من الصفات غير المقبولة على الإطلاق، على المستوى العام، ناهيك عن الحياة الزوجية؟! والتي تقوم على الود والرحمة والمشاعر السامية والنبيلة.

وهذه الصفة إذا وجدت في الإنسان فهي راسخة وراسخة في نفسه. من الصعب أن تتغير الشخصية التي نشأ عليها الإنسان بين يوم وليلة، وفي نفس الوقت من غير الممكن أن يتعايش مع إنسان مقطر بشكل عام.

البخل لا يكمن بالضرورة في الجانب المادي. بل يتعدى ذلك إلى البخل في المشاعر، وبالتالي يستنزف مشاعر الطرف الآخر وقوته، ويجعل حياته تفقد طعم الفرح والسعادة.

مشكلة الزوج البخيل ماديا

البخل عند الأزواج من أسوأ الصفات على الإطلاق، ولا يمكن التعايش معه إلا على مضض. وتجدر الإشارة إلى أن هذا الأمر أصبح شائعاً بين الأزواج، حيث تأتي العديد من الشكاوى من الزوجات اللاتي يعانين من بخل أزواجهن.

ترى أنه لا يستطيع أن يهدر القليل من ماله، في سبيل إسعاد رعاياه، أو توفير حياة كريمة لهم، رغم امتلاكه أموالاً وفيرة، إلا أنه يفضل ادخار كل قرش، بلا هدف، وبلا هدف. وعيه بضرورة الإنفاق على رعيته، ومن هم دون مسؤوليته، وأنه حق أصيل لهم، وليس كرمًا، ولا فضلًا منه.

ويحمل عائلته المسؤولية عن كل شيء، حتى الضروريات. يرى أن الكثير منها يستغني عنها، ويصفها بالأشياء التافهة غير الضرورية، والتي تتعدى الكثير من المواقف الحياتية التي لا غنى عنها والتي تحرم الأسرة منها، مع عدم وجود حق لهم في التعبير عن الرغبة في الحصول على أدنى حقوقهم. .

مشكلة الزوجة البخيلة ماديا

ومن ناحية أخرى، نرى الكثير من الأزواج، همهم الوحيد هو إسعاد أسرهم، ويرغبون في إنفاق خزائن الدنيا، من أجل راحتهم، وتوفير حياة مزدهرة مستقرة لهم، وهنا يأتي دور دور بعض الزوجات اللاتي يتميزن بالبخل المتأصل في نفوسهن، حتى على أنفسهن. .

وتراهم يوبخون أزواجهن إذا أنفقوا المال في سد احتياجاتهم بكثرة، أو أنفقوا على الهدايا لهم. تصر الكثير من النساء على إقناع أزواجهن بضرورة الامتناع عن النفقة، من أجل توفير المال، لذلك تراهم مهما عظمت حالتهم المادية، ليس لديهم أي مظهر من مظاهر السعادة والحياة فيه.

والبخل هنا يظهر في الاحتفال حتى بالمناسبات السعيدة بين الزوجين، خوفا من إنفاق المال، مما ينفر الزوج من زوجته، وحتى من أهل بيته جميعا.

مشكلة البخل أخلاقياً وعاطفياً

البخل ليس البخل في المال والإنفاق فقط، بل البخل هو البخل في المشاعر، وهو لا يقل خطورة عن سابقه. بل يعتبر من الأمور التي تقطع العلاقة بين الزوجين نهائيا.

لقد خلق الله – عز وجل – الزواج بحكمة بالغة، تتمثل في الحب والتفاهم والرحمة والأمن والمودة والطمأنينة والوئام. خلقه -سبحانه وتعالى- لتبادل أسمى المشاعر، التي جعلها الله في هذا الرابط الوثيق.

لماذا يبخل الكثير من الأزواج بمشاعرهم تجاه شريك حياتهم؟ أولئك الذين طالما حلموا بأن يجمعهم الله في محبته، الأمر غريب جداً، وكثيرون يفسرون قلة المشاعر التي يشعرون بها في حياتهم الزوجية، بقولهم إن الزواج هو أعظم دليل وميثاق على هذه المشاعر، والتي إذا ولم تكن موجودة ومتأصلة في النفس، فلا وجود لهذا الرابط. !

قل لي بالله عليك، حتى لو كان الأمر كذلك -رغم أنه عذر ضعيف- ما الذي يمنعك من التعبير عن مشاعرك؟ إذا كنت بخيلًا معها، فأنت تنتظر أن يسمع شريكك ويشعر بتلك المشاعر التي يحتاجها بالتأكيد. الزواج لم يُخلق من أجل مسؤوليات تقع على عاتق الشريكين، وفي النهاية ينسى كل منهما الآخر، وأنه طريق سعادته وخير عون له في حياته.

إقرأ أيضاً:

نصائح فعالة للتعامل مع الشريك البخيل

وإذا كان شريك الحياة يتصف بالبخل والبخل، فلا بد من الأخذ في الاعتبار أن الأمر لن يتم التوفيق بين الضحية وعشاءها، بل يتطلب الأمر المضي قدماً تدريجياً، وفق استراتيجيات منهجية، مع التركيز على الإيجابيات، بدون السلبيات:

  • محاولة جادة ومثمرة ومتواصلة لبدء حوار مع الشريك، في وقته الهادئ، حول الفرق بين الاقتصاد المادي والندرة أو البخل، مع ضرورة عدم اتهامه صراحة بالبخل، بل توضيح أساسيات الحياة، ويمكنك استخدام فيديو إيجابي حول الموضوع، كما لو كنتما تستمعان إليه. بالصدفة البحتة، ومن ثم مناقشة ذلك.
  • إذا كنت ترغبين في شراء شيء ما، أو الحصول على المال لتلبية حاجة معينة خاصة بك، عليك أن تتوددي إلى زوجك بما تريدينه، على شكل اقتراح، وليس أمر.
  • قما معًا بإعداد جدول لاحتياجات المنزل، وحددوا الميزانية اللازمة له.
  • أكثري من الثناء على زوجك عندما يكون كريماً معك. كوني فخورة به، مما يقوي ثقته بنفسه، ويدفعه إلى إرضائك، ليكون دائماً ذلك المثل الأعلى، الذي يراه في عينيك وكلماتك.
  • تفاوضي مع زوجك على تخصيص جزء مالي مستمر لاحتياجاتك الشخصية، حتى لو كانت صغيرة. حاول أن تتركه جانباً، ويمكنك اللجوء إليه إذا تم اختصاره مرة أخرى.

إقرأ أيضاً:

الحياة الزوجية تتطلب الكثير من التنازلات، وتتطلب من كل طرف أن يتسامح مع شريكه. إن صفة البخل تحتاج إلى بعض الجهد والمعاناة، حتى يتخلص الإنسان منها، لكنها حتماً ستختفي، إذا أصررت واجتهدت في التخلص منها، إلى الأبد.

إقرأ أيضاً…