هل التخاطر حرام . وهذا الموضوع كان ولا يزال موضع جدل كبير بين العلم والدين. أنواع التخاطر في الإسلام وأمثلة على التخاطر من السنة النبوية. نبوية شريفة.

هل التخاطر حرام؟

التخاطر هو التواصل بقوة الفكر فقط بشكل غير مادي أو ملموس بين شخصين بحيث يتلقى كل منهما الرسالة العقلية للآخر في نفس الوقت الذي يرسلها إليه الآخر وهو: معرفة أي منهما بـ العواطف والأحاسيس التي تتحرك في رأس الآخر التخاطر ظاهرة تتعلق بالإدراك الفائق أو بإدراك يتجاوز الحواس والأفكار، لكن هل التخاطر حرام؟ ولذلك فإن ظاهرة التخاطر هي إحدى تلك الظواهر التي لا تزال محل نقاش وبحث بين العلماء والباحثين، ولا يستطيع أحد الجزم بخطئها، لأنها لا تخالف الشرع والعقل، وهي واحدة منهم. وهي أمور لا تزال محل بحث وخلاف بين العلماء والباحثين في مثل هذه الأمور، وتحاول كل مجموعة دعم بيانها بالقصص والتجارب والنماذج التي تثبت مثل هذه الظواهر أو تدحضها.

ويدرك الباحث في الموضوع أن هذه الظواهر لم يتم إثباتها علميا بشكل واضح حتى تكون معروفة لدى العلماء والجهات الموثوقة في هذا الموضوع، ويمكن تفسير ظاهرة التخاطر بتفسير فيزيائي صحيح لا يتعارض مع القوانين العلمية. ولذلك فلا داعي للإنكار أو الافتراض بأنه خارج عن العلوم المعروفة، بما في ذلك نظرية كهرومغناطيسية الدماغ: التي تفترض أن أدمغة بعض الناس بها طفرة بحيث تصبح كأنها جهاز إرسال. والاستقبال، وبما أن الدماغ يتكون من مليارات الخلايا العصبية، فلا يوجد اعتراض نظري على احتمال هذا الرأي.

أنواع التخاطر

هناك عدة أنواع من التخاطر وهذه الأنواع هي:

التخاطر النفسي

وهو التخاطر الذي يحدث في النفس كنوع من الظهور إما أثناء النوم أو في اليقظة بالنسبة إلى الجسد بالتمرين أو غيره. وهذا وحي نفسي لأنه تخاطر يفوق قوى الجن بكثير، ويحدث بغير اختيار العبد، ولكنه يقع على رعبه من غير ذنب منه.

التخاطر الشيطاني

وهو إخبار الجن بأخبار لا تسمع من الإنس، كما يحدث مع الكهنة الذين يخبرون الإنس بالغيب، ككشف ما في بيت الإنسان أو ما حملته المرأة من ذكر أو أنثى. المرأة، وكل ما يخفى عن البصر والنفس. وهذا النوع من التخاطر يحدث بين الكفار وعبدة الصلبان هذا هو مسيلمة الكذاب رغم شدة كفره يكشف لأصحابه ما يفعلون في بيوتهم وما يقولونه لقومهم فيقول له الشيطان ذلك ليخدع الناس أيضا الحارث المتنبي الدمشقي، الذي خرج. وفي عهد عبد الملك بن مروان والأسود العنس وغيرهم.

التخاطر الرحيم

هذا ما تخبرك به الملائكة، وهو أنبل أنواع التخاطر وأسمىها. وتشير الكثير من الأدلة الروحية والسمعية إلى هذا التخاطر، وهذا التخاطر هو نعمة من الله تعالى وثواب لعبده الصالح. كشف أبو بكر الصديق عندما قال لعائشة رضي الله عنها: إن امرأته حامل بامرأة، وكشف عمر بن الخطاب عما قال: يا سارية الجبل والأمثلة كثيرة على الوحي أو التخاطر من الرحمن القديسين.

لكن الكشف عما في أفكار بعض العباد لا يعني إطلاقاً أن أي إنسان يستطيع الحصول على معلومات عن أفكار الناس أو التواصل معهم في أي وقت. وهذا مستحيل لأن الله تعالى هو وحده الذي يعلم ما في قلوب عباده. ولا ينبغي للمسلم أن يقلق من مثل هذه الأمور، فإن المبالغة تأتي بمفاسدها.

التخاطر العلمي

من الناحية العلمية، لا يزال التخاطر أمرًا غامضًا للغاية، وحتى الآن لم يتم تقديم تفسير منطقي لظاهرة التخاطر بين الأفراد. ومن ناحية أخرى، يرى المؤيدون صعوبة إيجاد تفسير علمي لهذه الظاهرة وهذا لا ينتقص من أن أغلب الناس، بل أغلبهم، يؤمنون بهذه الظاهرة. أنه توجد العديد من التجارب العلمية التي أثبتت وجود القدرات الخاصة. يتمتع بعض الأشخاص بالقدرة على التواصل الفكري مع أشخاص آخرين، ورغم وجود عدد كبير من المؤمنين بالتخاطر، إلا أنه لا يوجد تفسير علمي بحت لهذه الظاهرة، أو حتى إمكانية الاعتراف بحقيقة التخاطر تبقى موضع التجريب حتى والتوصل إلى نتيجة علمية مقنعة ترضي جميع الأطراف.

أمثلة على التخاطر في الإسلام

المثال الأول

لقد فضل الله تعالى علمين هما الإلهام وعلم الرؤية وعلم الإلهام: وهو العلم الذي أوحى الله تعالى إليه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: لو بعث بعده نبي أنا هو عمر بن الخطاب، والسبب في ذلك هو صدق عمر وصدقه مع الله تعالى، فلما علم أعطاه الله عز وجل صدقه، بإخلاصه وعبوديته، أعطاه الإلهام والعلم معًا، حتى كان أعظم رجال الدين والعلم، بل وصار رجلاً يحركه نور الله. سبحانه وتعالى، عندما كان عمر بن الخطاب يخطب المسلمين يوم الجمعة، أوقف الخطبة فجأة ونادى ثلاث مرات إلى مسجد “عمود الجبل”، فنزل وأنهى الصلاة، عندما سأله الصحابة فأخبرهم أن الله عز وجل أوحى إليه فرأى العمود محاطا بالأعداء من كل جانب فناديته فيلجأ إلى الجبل وسارية تسمع صوت عمر فينادي لذلك فيهرب بإذن الله تعالى إلى الجبل ليحفظه الله ويهزم المشركين. انتصر سارية عاد وأخبر المسلمين أنه كان من الممكن أن يتم تدميره هو وجيشه لو لم يسمع نداء عمر. فهرب إلى الجبل، فغلبوا عن عبد الله بن عمر في حديث نبوي شريف، قال: (بعث عمر جيشا وأمر عليهم رجلا اسمه: سارية فخطب عمر. ثم بدأ ليصيح: يا ساري الجبل! فجاء رسول الجيش فقال: يا أمير المؤمنين، لقينا أعداءنا أسندنا ظهورنا إلى الجبل، فتغلب الله القدير عليهم.

مثال آخر

وقد ورد التخاطر بصورته المبسطة في كلام النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث النبوي الشريف عن عبد الله بن عباس قال: (رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاءه صلى الله عليه وسلم رجل غريب، فقال: لا حرج في الطهور إن شاء الله، بل حمى تخرج في شيخ، كأن القبور يزوره النبي، قال صلى الله عليه وسلم: «نعم إذن»، لأن الكلام السلبي يحصل على صورة الضيق، كما حذرنا النبي منه في هذا الحديث.

مثال ثالث

وعن عائشة أم المؤمنين قالت: (إن أبو بكر الصديق كان يعطيها عشرين واقا من شاة من ماله في الغابة، فلما حضرته الوفاة قال: والله يا بنية، ليس أحد في الناس أحب إلي من المال منك، وأنا أحب إلي منك في فقري بعد وفاتي منك، فقد أعطيتك تيساً بعشرين وسقاً، فإذا أنا قد أصلحته.” وقد ملكته فهو لك، ولكنه اليوم ملك الوارث، ولكنهم إخوانك وأخواتك، فاقسميه على كتاب الله، قالت عائشة: قلت: : يا أبتاه، والله لو كان الأمر كذلك لتركت تلك الأسماء، فمن هي الفتاة الأخرى؟» وأخبر عن حمل زوجته ببنت، وكانت زوجته حاملاً قبله. إلى وفاته، وهذا شكل من أشكال الكرامة الإنسانية بالنسبة له، وهو شكل من أشكال التخاطر وإخبار الغيب.

وفي نهاية مقالنا تعرفنا على ما إذا كان التخاطر حراماً، وأنواع التخاطر المعروفة في الدين الإسلامي، وهي ثلاثة أنواع: التخاطر النفسي، والتخاطر الرحيم، والتخاطر الشيطاني، وتعرفنا على بعض الأمثلة على التخاطر. مذكورة وثابتة في الأحاديث النبوية الشريفة.