قصة الحطاب والشجرة السحرية للكاتب: جان طنوس
من أجمل قصص الأطفال الطويلة والمثيرة. نتابع هذه القصة “قصة الحطاب والشجرة السحرية”…
– في يوم من الأيام، كان هناك حطاب فقير يعيش في قرية بعيدة. كان يستيقظ كل صباح باكراً ليذهب إلى الغابة المجاورة لقريته، حيث يقطع الأشجار بفأسه، ويعود في المساء حاملاً على ظهره حملاً ثقيلاً من الحطب.
وفي أحد الأيام رأى شجرة ضخمة بين أشجار الغابة، فقال في نفسه: ((ما أعظم هذه الشجرة! أغصانها الكثيفة تكفيني وزوجتي وأولادي طوال فصل الشتاء البارد)). موسم!)).
رفع الحطاب فأسه سريعًا ووجه أول ضربة له. فوجئ بصوت كأنه أنين خافت يخرج من جذع الشجرة يقول: «أشفق عليك أيها الحطاب، وسأعطيك ما تشتهيه نفسك!» “.
استغرب الرجل وارتبك من كلام الشجرة لكنه تمالك نفسه وقال: ((سوف أشفق عليك إذا أطعمتني فإني رجل فقير وأولادي يتضورون جوعاً)).
– أغمض الحطاب عينيه ونظر بشدة عندما ظهرت فجأة طاحونة جميلة، وعندما سمع الشجرة تتحدث إليه قائلة: “إذا كنت تريد طعامًا، فقل للطحان: – أيها الطحان، قم بعملك كالشجرة السحرية” أوصاك… فإنك تحصل على الدقيق الذي به تسد جوعك وجوع أولادك.
فرح الحطاب، فحمل الطاحونة وأسرع إلى منزله. فلما رأى زوجته صرخ فرحاً وسعادة: ((افرحي يا زوجتي العزيزة، فإن الله رزقنا من حيث لم نحتسب، وسنحصل على طعام وفير!)).
ظنت الزوجة أن زوجها قد أصيب بالجنون، لكن مخاوفها تبددت عندما بدأ الحطاب يخاطب الطحان على عجل: ((أيها الطحان، قم بعملك كما أمرتك الشجرة السحرية)).
– لقد قامت الطاحونة بعملها على أكمل وجه… وفرحت بها الزوجين كثيراً، وشكرا الله عز وجل على تلك النعمة العظيمة.
وفي أحد الأيام، طرقت الباب متسولة، بملابس رثة، تطلب الصدقة. ولما رأتها زوجة الحطاب أشفقت عليها وقالت لها: ليس عندي مال يا امرأة، لكن انتظري قليلاً.
ثم أشارت بإصبعها إلى الرحى وقالت للمرأة: قل لها: أيتها الطاحونة، قم بعملك كما أمرتك الشجرة السحرية.
نفذ المتسول ما قالته زوجة الحطاب، وفرحت جداً عندما رأت الدقيق يتدفق أمامها، فأخذته دون أن تصدق عينيها.
وبعد عدة أيام عادت المتسولة مرة أخرى تطلب الصدقة، ولكن كان في قلبها شيء. أحضرت معها طاحونة تشبه تمامًا تلك الموجودة في منزل الحطاب، وأخفتها بجانبها. وعندما وجدت الفرصة أمامها، أهملت زوجة الحطاب الطاحونة السحرية وسرقتها، ووضعت الطاحونة مكانها. التي أحضرتها معها.
وفي المساء بدأ الأطفال بالصراخ من الجوع. خاطب الحطاب الطاحونة الغريبة كما علمته الشجرة السحرية، لكنها لم تقم بعملها كالمعتاد.
-الرجل غضب عليها! فأخذها وألقاها على الأرض فتحطمت الطاحونة وتناثرت أجزاؤها.
في اليوم التالي، ذهب الحطاب إلى الغابة حزينًا، وقرر تدمير الشجرة السحرية، معتقدًا أنها خدعته. ولكن ما إن رفع فأسه وضرب أول ضربة، حتى سمع صوتًا كالأنين يتوسل إليه قائلاً: «ارحمني أيها الحطاب، وسأعطيك ما تريد!» “.
صرخ الحطاب بغضب: سأشفق عليك إذا أعطيتني طعاماً، فأنا فقير وأولادي يتضورون جوعاً.
وفجأة انشق جذع الشجرة وظهرت منه لوحة غريبة. قالت الشجرة للحطاب: خذ هذا الطبق وقل له: أيها الطبق قم بعملك كما علمتك الشجرة السحرية. ثم سوف تحصل على ما تريد.
نفذ الحطاب ما أمرته به الشجرة، وحالما نطق بهذه العبارة، رأى وفرة من الطعام يملأ الطبق. التهمها بسرعة، وعاد بسرعة إلى المنزل، وأخبر زوجته بما حدث.
وفي اليوم التالي علمت المتسولة بقصة الطبق السحري، فقررت أن تسرق ذلك الطبق الغريب أيضاً، وتضع مكانه طبقاً عادياً…وفعلاً نجحت في ذلك..
وعندما جاع الحطاب وقال العبارة السحرية، لم يجد في الطبق طعاماً، ووجد الطبق فارغاً، فغضب جداً وألقى الطبق على الأرض، فانكسر الطبق وتحول إلى شظايا متناثرة.
ذهب الحطاب إلى الغابة وقرر أن يعيد المحاولة مرة ثالثة مع الشجرة السحرية، ولكن ما أن رفع فأسه ليضرب جذعها، فقالت له:
-ماذا تريد يا رجل؟ ألا يكفيك ما أخذته مني؟
وبدأت الرسالة تتعاطف معها قائلة:
-أريد طعاماً لي ولزوجتي ولأطفالي الجائعين!
– ثم ظهرت ثلاثة قضبان خشبية، فسمع الحطاب الشجرة تقول له: قل لهذه القضبان: قم بعملك كما ينبغي.. وسوف تحصل على ما تريد.
نفذ الحطاب ما أمرته به الشجرة، وفجأة ضربت القضبان الثلاثة الحطاب المسكين، فأخذ يصرخ من الألم: ((نجدي! الرحمة! أغثني يا شجرة الدواء)).
فقالت له الشجرة:
-قل: أعوذ بالله رب العالمين.
نفذ الحطاب ما قيل له، وحالما نطق بهذه العبارة، توقفت القضبان الثلاثة عن الضرب. فأخذهم وعاد إلى منزله وأخبر زوجته بما حدث.
كانت الزوجة شارد الذهن عندما عاد إليها زوجها من الغابة. وكانت تفكر في حال المرأة المتسولة، وأدركت أن المصائب التي حلت بأهلها كانت بسبب هذه المرأة الماكرة، فأخبرت زوجها بذلك، وقرر أن يلقنها درساً لن تنساه أبداً.
وفي اليوم التالي، طرقت المتسولة الماكرة باب المنزل، وكان الحطاب مستعدًا لاستقبالها هذه المرة. وما أن فتح لها الباب حتى قال للقضبان الثلاثة: ((قم بعملك كما ينبغي)).
بدأت القضبان تتساقط على ظهر المتسولة الماكرة، فتضربها بشدة. وبدأت بالصراخ والعواء من الألم الشديد. اتصلت بالحطاب طلبًا للمساعدة وطلبت رحمته. فقال لها: ((لن أرحمك حتى تعيد الرحى والصحن، وإذا لم تفعل سأأمر هذه القضبان أن تهدم جسدك أيها اللص الماكر!)) .
فقال السائل: سأفعل ما تأمرني به، وسأرد إليك ما أخذته في الحال. فأرسلت إلى منزلها من أحضر الرحى والصحن، وأعطتهما للحطاب.
– وهنا قال لها الحطاب: ((قل للثلاثة أعوذ بالله رب العالمين))..
فنفذت أمره، وتوقفت القضبان الثلاثة عن الضرب، وأطلقت المتسولة ساقيها للريح بعد هذا الدرس القاسي.
-وهكذا أيها الأعزاء أعاد الحطاب طاحونته وصحنه وكان يحقق بهما ما يتمناه.. أما القضبان الثلاثة فكان يستخدمها لإخافة اللصوص الذين كانوا يسرقون البيوت الآمنة الناس، ويسألهم عما عندهم.
هناك دروس كثيرة في هذه القصة. فكر جيدًا في استخراجها، واسأل والديك إذا كنت غير قادر على استخراجها.
نستفيد من هذه القصة:
-يجب على الإنسان أن يجتهد، لكي يعيش، ويحصل على ما يحتاجه هو وأسرته. -يجب على الإنسان أن يؤمن بأن الله كريم وسيعطيه من حيث لا يحتسب. -يجب على الإنسان أن يحذر من الماكرين. -يجب على الإنسان أن يخطط لحماية نفسه وممتلكاته.
إقرأ أيضاً:
وكانت هذه واحدة من أروع قصص الأطفال وأطولها وأكثرها إثارة. تابعونا للمزيد من القصص…
قصص أخرى..
قصة الملابس الغريبة الجديدة