تعتبر فترة المراهقة من أصعب الفترات في التعامل مع الأبناء والآباء أيضاً. في هذا العمر تتزايد التغيرات التي تطرأ على الأطفال في مختلف جوانب حياتهم، ولعل من أكبر هذه التغيرات حاجتهم لمن يمنحهم مشاعر الرعاية والحب، مما قد يدفعهم إلى العديد من المشاكل. وقد يؤثر ذلك على حياتهم المستقبلية بطرق مختلفة؛ لذلك سنلقي في هذا الموضوع الضوء على الطريقة الأمثل للتعامل مع مشاعر المراهقين بطريقة جيدة.
تعريف المراهقة ومراحلها
تعتبر مرحلة المراهقة من أهم المراحل التي تحدث فيها التغيرات الداخلية والخارجية في مختلف الجوانب النفسية والشخصية للإنسان. وتكمن صعوبة هذه المرحلة في أنها تحدد الكثير من خصائص الشخص وقيمه التي سيتعامل معها لاحقاً في حياته. وكلمة “المراهقة” تعود إلى الفعل “راحق”. أي الاقتراب من الشيء، لكنه اصطلاحاً هو اقتراب الفرد من النضج العقلي والنفسي والجسدي.
وبينما نتناول موضوع تعامل المراهقين مع مشاعرهم، لا بد من الإشارة أولاً إلى أن مرحلة المراهقة تنقسم إلى 3 مراحل، وهي:
- المرحلة الأولى: تحدث بين سن 11 و14 سنة، وتتميز بالتغيرات البيولوجية في جسم الإنسان.
- المرحلة الثانية أو المتوسطة: ما بين سن 14 إلى 18 سنة، وتتم خلالها عملية الإكتمال البيولوجي في جسم الإنسان.
- المرحلة الثالثة أو المتأخرة: بين سن 18 و21 عاماً، وفيها يكتمل النضج النفسي والفكري للشخص.
إقرأ أيضاً:
يتعامل المراهقون مع مشاعرهم
هناك بعض الأمور التي نقدمها على شكل نصائح تتعلق بالتعامل الجيد للمراهقين مع مشاعرهم، وبعض هذه النصائح موجهة للأطفال أنفسهم وبعضها موجهة للأهل للتعامل مع هذه الفترة الصعبة، ومن هذه النصائح هي ما يلي:
نصائح للمراهقين:
أولاً سنقدم مجموعة من النصائح الفعالة التي ستساعد المراهقين على التعامل مع مشاعرهم بالطريقة الصحيحة حتى يتجنبوا الكثير من الأضرار النفسية التي قد يتعرضون لها نتيجة الدخول في علاقات فاشلة في هذا العمر. تتضمن هذه النصائح ما يلي:
- تجنب الدخول في أي علاقة حب خلال هذه الفترة العمرية. لأن العديد من العلاقات محكوم عليها بالفشل حتى قبل أن تبدأ.
- ابتعد عن مجموعات الصداقة التي قد تدفعك إلى تجارب تؤثر سلباً على بقية حياتك.
- أما بالنسبة للفتيات، فيجب عليهن إغلاق الأبواب أمام أي فرصة للدخول في علاقة غير رسمية وعدم منحهن فرص التلاعب بمشاعرهن.
- إدراك أن أي مشاعر في مرحلة المراهقة هي مشاعر مؤقتة تتغير مع مرور الوقت مع تغير سمات الشخصية ونضجها.
- التركيز على بناء القدرات والمهارات الشخصية التي تساهم في توفير فرص أفضل مستقبلاً في مجال العمل الذي ستلتحق به.
- قم بإشراك أحد الأقارب الموثوق بهم في طلب آرائهم في الأمور المتعلقة بحياتك الشخصية والتجارب التي تمر بها.
- ابحث عن الأنشطة التي تساعدك على قضاء وقت فراغك في الأشياء التي تفيدك، بدلًا من ترك الفراغ العاطفي يسيطر عليك.
نصائح للآباء في التعامل مع المراهقين:
وبعد أن قدمنا مجموعة من النصائح للمراهقين للتعامل مع هذه الفترة بشكل صحيح، فإننا نقدم مجموعة من النصائح للآباء والأمهات فيما يتعلق بتعامل المراهقين مع مشاعرهم خلال هذه الفترة وكيف يمكن للوالدين مساعدتهم في ذلك، وذلك على النحو التالي:
- اقتربوا من أبنائكم خلال هذه الفترة وتعاملوا معهم كأنكم أصدقاء بدلًا من التعامل بأسلوب الوالدين والأبناء.
- التقليل من معاقبة الأطفال على الأخطاء التي يرتكبونها، فهي غالباً ما تأتي بنتائج عكسية.
- احتفظي بالأسرار التي يخبرك بها ابنك في هذه المرحلة واكتسبي ثقته وكن أول صديق يلجأ إليه.
- أما بالنسبة للفتيات، فيجب على الأب أن يخرج لها بعض النزهات بمفردها ليمنحها مشاعر الحب التي تبحث عنها في هذه المرحلة.
- لا تستهينوا بمشاعر أطفالكم، بل حاولوا تعليمهم كيفية التحكم في هذه المشاعر وعدم إضاعتها بالدخول في علاقات ستفشل حتماً.
- تعزيز ضرورة اهتمام الفتاة بمستقبلها وأنه أهم شيء في حياتها، بدلاً من التأكيد على أن الزواج هو أهم شيء.
- راقبي تصرفات أطفالك دون التدخل المباشر فيها حتى لا يشعروا أنك تسيطرين عليهم ويلجأون إلى إخفاء أمورهم عنك.
- إن المناقشة ومحاولة الإقناع بالأدلة أفضل بكثير من إجبار الأطفال على فعل شيء ما في هذه المرحلة. لقد انتهت فترة الإجبار على فعل شيء ما.
- يجب أن تتمتعي ببعض المرونة في التعامل مع أبنائك في هذه المرحلة، فلن تتمكني من الفوز بكل المناقشات معهم.
وفي الختام، قدمنا هنا مجموعة من النصائح للأطفال والأهالي التي تساعد المراهقين على التعامل مع مشاعرهم بالطريقة الصحيحة في هذه المرحلة المهمة بما يحمي مشاعرهم من التعرض لتجارب سيئة تؤثر على حياتهم مستقبلاً. لكن بالطبع هناك العديد من النصائح التي لا يسعنا ذكرها، فشاركونا بها في التعليقات.
أنظر أيضاً..