كثيرًا ما يلجأ بعض الأشخاص إلى السهر لإنجاز بعض الأعمال المتأخرة، كما يفعل الطلاب في أيام الامتحانات. كما أن بعض الوظائف تتطلب فترة عمل مسائية، وهو ما قد يلجأ إليه البعض لأنها تحتوي على رواتب أعلى نسبياً من تلك الوظائف الصباحية، إلا أن هذا السهر قد يؤدي إلى أضرار صحية كثيرة. على جسم الإنسان ولذلك ارتأينا أن نخصص هذا الموضوع لأضرار السهر على القلب في جسم الإنسان. وللتحذير من خطورة هذا الأمر، والتعريف بمدى التأثير السلبي الذي يترتب على السهر.

يقول أحد الأمثال الشعبية الإنجليزية المعروفة أن ساعة النوم قبل منتصف الليل تعادل ساعتين بعد منتصف الليل. قد يكون من الصعب الاقتداء بهذا المثل إذا كان السهر لأسباب تتعلق بالعمل، ولكن قد يكون من المرغوب تنفيذه إذا كان السهر لأسباب ترفيهية مثل قراءة رواية أو مشاهدة فيلم.

مساوئ السهر على الإنسان

وقبل الحديث عن أضرار السهر على القلب بشكل خاص، سنحاول أن نستعرض أضراره على جسم الإنسان بشكل عام لفهم الأضرار المرتبطة به، حيث أن النوم ليلاً يرتبط بشكل كبير بإفراز هرمون الميلاتونين. وهو هرمون يزداد إفرازه في الظلام ويقل في النهار، ويؤدي الخلل في معدل إفرازه إلى حدوث ما يلي:

  • – عدم الاستقرار في معدلات وأوقات النوم والاستيقاظ، أو ما يعرف بالساعة البيولوجية للجسم.
  • اضطراب في درجة حرارة الجسم.
  • يؤثر على توازن السوائل في جسم الإنسان.
  • يؤثر على الشعور بالشبع والجوع.

آثار السهر على القلب

السهر في وقت متأخر من الليل يؤدي إلى عواقب وخيمة. على الرغم من أن النوم أقل من 5 ساعات ليلاً يومياً، والنوم أكثر من 9 ساعات ليلاً، كلاهما يؤديان إلى مشاكل على صحة الإنسان، إلا أن قلة النوم تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب أو السكتة الدماغية. مرض الأوعية الدموية الدماغية.

عدم النوم حتى منتصف الليل يمكن أن يؤدي إلى نقص الدم في الكبد، بالإضافة إلى ضعف الدم الرئيسي في القلب والكبد وتنظيم وظيفة تخزين الدم في جسم الإنسان. كما أن السهر يسبب فشل القلب في أداء مهامه. مما قد يؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم وغيرها من أمراض القلب والدماغ.

تعمل عضلة القلب بشكل متواصل ليلاً ونهاراً؛ وذلك لضخ الدم إلى أعضاء وخلايا الجسم، ولكن إذا زاد الحمل عليها تبدأ عضلة القلب بالتضخم لترتفع كفاءة القلب. في البداية يكون هذا التضخم لتلبية احتياجات الجسم من الأكسجين والغذاء الذي يحمله الدم، أما إذا كان الأمر المسبب للتضخم، مثل ارتفاع ضغط الدم، فلا يتم علاجه. أو تلف الصمامات أو قصور الشريان التاجي. كل هذه الأمور قد تؤدي إلى ضعف عام في عضلة القلب.

إقرأ أيضاً:

أضرار أخرى للسهر

والسهر لا يضر القلب فقط، بل يمتد ضرره إلى مناطق مختلفة من الجسم. وكما ذكرنا أضرار السهر على القلب، سنتحدث هنا بإيجاز عن أضرار السهر الأخرى على النحو التالي:

  • النوم أقل من 5 ساعات في الليلة يؤدي إلى انخفاض إفراز هرمون التستوستيرون الذكري لدى الرجال بنسبة 10% إلى 15%.
  • الأشخاص الذين ينامون أقل من 6 ساعات في الليلة هم أكثر عرضة للإصابة بالسمنة بنسبة 30% مقارنة بغيرهم.
  • السهر طوال الليل قد يتسبب في إصابة الإنسان بعدم القدرة على التركيز، مما قد يعرضه لخطر الحوادث المرورية.
  • يسبب السهر اضطرابات في نظام نوم الإنسان، ومن أبرزها الشعور بالأرق.
  • إن السهر لوقت متأخر من الليل له تأثيرات على الانتباه واليقظة والقدرة على حفظ المعلومات وفهمها.
  • النوم لساعات كافية ليلاً يساعد على ترسيخ المعلومات في أذهان الناس ويجعلهم أقل عرضة للنسيان.
  • أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين يميلون إلى السهر لوقت متأخر من الليل قد يكونون أكثر اكتئابًا واكتئابًا.
  • يؤدي السهر إلى ظهور البشرة الباهتة وظهور التجاعيد والهالات السوداء على الوجه وحول العينين، مما قد يسبب شيخوخة الجلد المبكرة.
  • قد يكون ميل المرأة الحامل للسهر لوقت متأخر، سبباً أساسياً لتعرضها لصعوبات ومضاعفات أثناء عملية الولادة.
  • يزداد خطر الإصابة بسرطان القولون والثدي والمستقيم والبروستاتا لدى الأشخاص الذين ينامون أقل من 7 ساعات في الليلة.

إقرأ أيضاً:

الوقت الكافي للنوم يومياً

وبعد أن تحدثنا عن أضرار السهر على القلب والجسم بشكل عام، لا بد من أن نذكر كمية النوم المناسبة لحماية الجسم من الإصابة بهذه الأمراض. أما بالنسبة للبالغين فيجب عليهم النوم من 7 إلى 8 ساعات يومياً، خاصة في الليل، حيث أن عدم النوم بشكل كافٍ يؤثر على صحة الإنسان على المدى الطويل.

وفي الختام ذكرنا في هذا الموضوع أضرار السهر على القلب وصحة الإنسان بشكل عام، بالإضافة إلى توضيح كمية النوم الكافية والمناسبة لصحة الإنسان البالغ يومياً.

أنظر أيضاً..