البنوك الإسلامية
الغالبية العظمى من المسلمين في العالم العربي يعتقدون أن البنوك الإسلامية الحالية ليست سوى بنوك تجارية ربوية، ولكن ذات فائدة أعلى على القروض!
فلماذا لا نلجأ إلى البنوك الإسلامية المبنية على أسس شرعية سليمة؟؟ وهو ما سيؤدي بدوره إلى زيادة فرص العمل وزيادة الاستثمار في الوطن العربي. كل هذا ممكن وقابل للتطبيق، وسنقدم له الحلول والاقتراحات.
كيف تعمل أشهر البنوك الإسلامية
إن المبدأ الذي تقوم عليه البنوك الإسلامية في الإقراض هو مبدأ المرابحة، ولكن من المؤسف أنهم الآن يتحايلون على هذا المبدأ لأن من أسس المرابحة الصحيحة أن يكون المقرض مالكاً للسلعة في الأساس، ولكن ما يجري فيما يجري ما يسمى حاليا بالبنوك الإسلامية هو أنك مثلا تريد شراء سلعة مثل سيارة قيمتها في وكالة سيارات بمبلغ 10000 دولار مثلا فتقول للبنك أريد شراء سيارة كذا وكذا من معرض كذا وكذا ومن طراز معين. وبعد الانتهاء من عملية التعاقد، يقوم البنك بشراءه بـ 10.000 دولار ويبيعه لك بـ 15.000 دولار، مع دفع المبلغ بالتقسيط.
وعندما تخبر مدير البنك أن هذا حرام شرعا، يبدأ يتذكى بقوله: “أحل الله الزواج وحرم الزنا”، وأنهما جنس واحد، لكن الأول عقد شرعي. والثاني حرام. ثم يتحدث معك بنفس المنطق في عملية الإقراض الإسلامية، ويقول لك بكل ثقة: “أحل الله البيع وحرم الربا”. أي أن ما يقوم به هو صفقة تجارية تحت عنوان المرابحة.
وباختصار فإن مبدأ المرابحة المعمول به في الوقت الحاضر لا يستطيع أن يقنع أحداً بجوازه إلا من يريد أن يقنع نفسه بجوازه لأن صاحب البنك نفسه غير مقتنع بجوازه، وهو مبدأ مخفف من مبدأ المرابحة. الخداع.
مقترحات لزيادة التنمية من خلال البنوك الإسلامية
أولاً: البنوك الإسلامية المتخصصة:
لماذا لا تبادر شركات المقاولات العملاقة مثل شركة المقاولون العرب وشركة المقاولون المتحدون إلى فتح بنوك إسلامية متخصصة في الإسكان والاستثمار العقاري؟ هذه ليست فكرة بعيدة المنال. بل يمكن، بل ويجب، أن يتم تنفيذه بتسهيلات من الدولة لهذا النوع من البنوك الإسلامية الصحيحة. ونريد أن نوضح مدى شرعية هذه الفكرة من الناحية الدينية الإسلامية، إذ إن ضمان عدم الحرمان من عملية المرابحة هو أن بنك الإسكان الإسلامي هو من يملك المنتج العقاري في المقام الأول. ولذلك فهي تضمن الأرباح من صافي أعمالها، بالإضافة إلى مشروعية إضافة هامش ربح أعلى قليلاً من شركات المقاولات التقليدية.
كيفية وكيفية التقديم:
- وإذا أردنا التعمق في هذه الفكرة ككل، فإن ما سنناقشه ينطبق على جميع بنوك التنمية الإسلامية التي ستتبنى هذا النهج. وتقوم الفكرة على طرح أسهم البنك مع الاحتفاظ بحق الإدارة وأغلبية أصوات الشركة المؤسسة، حيث أنها لا تحتاج إلى أكثر من 53 في المائة من إجمالي أسهم البنك للتحكم في اتخاذ القرار.
- ولابد من الترويج لهذه الشركة من خلال شركات تسويق كبيرة، ويجب على الحكومة أن تتبنى الترويج لهذا المشروع، كما رأينا كم تم جمع المساهمات لصالح شركة قناة السويس.
- كما يجب على الدولة تقديم نوع من التسهيل في ترخيص هذه الفئة من البنوك.
ومن النتائج التي ستعود بالإيجاب على الوطن والاقتصاد:
- وعمق هذا النوع من التمويل هو جعل رأس المال المجمد سائلا بشكله النقدي وضخ تلك الأموال في الاقتصاد الوطني مما سيؤدي إلى:
- خلق فرص عمل جديدة.
- زيادة ناتج الدخل القومي.
- وإذا أردنا التعمق أكثر فإن ذلك سيقلب الميزان التجاري (الصادرات الواردات) على المدى الطويل لصالح مصر والدول العربية.
ثانياً: بنوك التنمية الزراعية الإسلامية:
حيث سيعطي مصطلح الاستصلاح الزراعي أبعادًا جديدة، حيث توفر الدولة عقود إيجار طويلة الأجل لمن لديه مقدرات الاستصلاح.
ولكن لماذا لا نطور هذه الفكرة بما لا يخالف الشريعة الإسلامية؟؟
لماذا لا تفتح الشركات التي تمتلك التكنولوجيا الزراعية آفاقا جديدة نحو انطلاقة جريئة للاستثمار وخدمة المجتمع العربي والإسلامي؟
سيكون مثل هذا:
- الإقراض كبنك تنمية زراعية: بعد التوصل إلى اتفاق بين الدولة والبنك الزراعي، يمكن لشخص مؤهل سواء من ذوي الخبرة أو الشهادات الأكاديمية والمهنية، الحصول على قرض إسلامي من البنك الزراعي الإسلامي، على شكل قرض زراعي. الأدوات والخدمات، بطبيعة الحال، مع التكامل مع المسؤولين عن الاستصلاح الزراعي.
ثالثاً: بنوك التنمية الصناعية:
لا نريد الخوض في التفاصيل.
لكن يجب أن نشير إلى أننا ركزنا على الحلول الاستثمارية الإسلامية ليس من العدم، بل لأنه لا بد من حدوث تغيير جذري في ثقافتنا الاستهلاكية حتى تتحول إلى ثقافة منتجة.
مصدر الفخر لنا كعرب يجب أن يكون مقدار ما ينتجه الإنسان وليس ما ينفقه على السلع الاستهلاكية سواء الملابس أو السيارات أو الهواتف الذكية…الخ.
رابعاً: البنك الإسلامي للمواصلات:
وتتمثل مهمتها الأساسية في تزويد المواطنين بشركات نقل لائقة وسريعة وآمنة.
وبالتالي، ينخفض الطلب على سلع النقل الاستهلاكية مثل السيارات.
شاهد أيضاً..